فلسطينية ولكن ..........

فلسطينية ولكن .....

هذه هي ايامي ... يمر اليوم تلو الاخر وكان شيئا لم يحصل ... افتقد كل حقوقي حتى بالكلام ، يقال باني فلسطينية ... نعم ! كتب لي ايضا فلسطينية ... ولكني فقدت تلك الهوية ، جردت من كامل اوراق ملكيتي لارضي وبيتي وشارعي ومدرستي وحتى دكان والدي الصغير الذي هو مصدر دخله الوحيد ... اقوم بكل واجباتي ... ولكني عبثا ابحث عن حقوقي ... اصرخ عاليا لكن ما من ملب ... وحين ابكي تجف دموعي من نار حرقتي قبل ان تفارق وجنتي المشتعلتين ... احقا انا هنا ؟ احقا انا اتنفس واعيش ... لكن ين الدليل ؟
ما من مجيب !
كبرت وكبرت وانا استمع لبعض الكلمات التي حتى الان لم اعرف اي معنى لها ... فما هي كلمة الحرية ؟!وما هو المعنى ولو الوحيد لكلمة حق ؟! وهل معنى اني فلسطينية هو شان حالي الان ؟! وغيرها الكثير ... ولكن الى متى ؟!
ما من مجيب !
في كل يوم من ايامي التوائم هذه ... يكون حالي هو ذاته ... مجرد خطوات صغيرة تبعدني عن منزلي او عفوا ! المكان الذي يسمحون لي بالعيش فيه حاليا ... لاعود له ثانية بعد ساعات معدودات ... لا اعرف طريق لاصحاب او اهل ممن يسكنون في المدن القريبة ...
وها نحن الان ... اننا نسجن بشكل حقيقي ... نحن نحاط بتلك الجدران التي كلما دارت عقارب الساعة دارت حولنا ... لتشتتنا ، تخنقنا ، او حتى تذبحنا , تجعلنا مقيدي الايدي ، لا نحرك ساكنا !
بعد كل هذا ... لا يسعني ان اذكر سوى ما اعطتني هذه الحياة ... "الصبر" وهو الشيء الوحيد الذي كلما نفذ زودنا به مرة اخرى من يدعون محبتنا ... يحقنونه في اجسامنا لعله يشفي غليلنا وهم يعملون انه ليس بعلاجنا ... ولو انهم يدرون علتنا - وهم يدرون - لعابوا على انفسهم لا يقدمون لنا دواءنا الحقيقي ... فيا ترى الان ... هل من مجيب ؟